ما هي أكثر بقعة مُشبعة بالمياه على وجه الأرض؟
ما هي أكثر بقعة مُشبعة بالمياه على وجه الأرض؟

الجمعة | 04/09/2015 - 12:13 مساءً

هناك العديد من البقاع التي تغمرها المياه أو تهطل عليها الأمطار على وجه الأرض. ولكن أي بقعة منها تستحق أن تُتوج بوصفها الأكثر "تشبّعا بالمياه" على الإطلاق؟


وهكذا فعندما يُطرح السؤال عن موقع مثل هذه البقعة، فربما ستشكل منطقة "ماريانا ترنش" أو "خندق ماريانا" إجابة نموذجية.
فما من شك في قدر التشبع بالمياه الذي تتسم به تلك المنطقة، وهي البقعة الأكثر عمقا على الإطلاق بين البقاع الواقعة في قيعان محيطات الكرة الأرضية، إذ يعلوها ما يزيد على 10 آلاف متر من المياه.


ولكن إذا ما كنت بصدد الحديث عن أكثر المناطق تشبعا بالمياه على البر، فإن الأمر هنا يصبح أكثر تعقيدا.


فبحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية في العالم، تحمل اللقب في الوقت الراهن مجموعة قرى صغيرة في الهند تحمل اسم "موسينروم".


فكميات بخار المياه، أو الرطوبة بالأحرى، التي تنبعث في الأجواء قادمة من منطقة خليج البنغال تتكاثف فوق تلك القرى الواقعة على هضبة يبلغ ارتفاعها 1491 مترا، وتقع على مرتفعات خاسي المطلة على سهول بنغلاديش.

وينتج عن ذلك هطول أمطار يصل متوسطها السنوي إلى مستويات مذهلة تناهز 11871 ميلليمترا (467.35 بوصة).


ويعني هذا المعدل أن التمثال الأضخم في العالم، والذي يحمل اسم "المسيح الفادي" ويوجد في م

دينة ريو دي جانيرو البرازيلية بطول يبلغ نحو 30 مترا، سيغمره الماء حتى ركبتيه إذا ما وُضع في ذلك الحجم من المياه.


ولذا فليس من المستغرب أن تتسم الغالبية العظمى من أنحاء هذه المنطقة بالخصوبة، وأن تتناثر في أرجائها الأشجار والنباتات، فضلا عن ثرائها بالشلالات المائية، والكهوف الخلابة المنحوتة في الحجر الجيري بفعل المياه المتدفقة من أعلى هذه الشلالات.


وعلى بعد عشرة أميال إلى الشرق من تلك المنطقة، تقع بلدة تشيرابونجي، التي يعرفها السكان باسمها التقليدي "سوهرا"، وهي البلدة التي تحمل لقب ثاني أكثر بقعة مطيرة على وجه الأرض.


رغم أن المتوسط المسجل للأمطار التي تهطل على تلك البلدة يقل عن نظيره في مجموعة قرى "موسينروم" بنحو 100 ميلليمتر، فإن "تشيرابونجي" تستأثر لنفسها بالعديد من الألقاب الأخرى، فلا تزال حتى الآن هي البقعة التي شهدت الشهر والعام الأغزر أمطارا منذ بدء تسجيل البيانات المتعلقة بهذا الأمر.


فقد بلغ حجم الأمطار التي هطلت على البلدة خلال يوليو/تموز1861 نحو 9300 ميلليمتر (366 بوصة). كما أن "تشيرابونجي" شهدت منذ أغسطس/آب من العام الماضي، وحتى الشهر نفسه من هذا العام هطول ما يصل إلى 26470 ميلليمترا (1042 بوصة) من المياه، وهو ما يتجاوز المتوسط القياسي السنوي المسجل في هذا الشأن.

وتوجد هاتان البقعتان المطيرتان على نحو استثنائي في ولاية ميغالايا الهندية، التي يعني اسمها باللغة المحلية "دار الغيوم". ويتنقل سكان هذه الولاية وهم يحتمون بمظلات على شكل قواقع، تُنسج من أعواد البوص وتحمل اسم "نوبس".


وتوفر هذه المظلات الحماية لأجسام من يرتدونها بشكل كامل لتقيهم الأمطار التي لا تتوقف، حتى يتسنى لهم القيام بأنشطتهم اليومية؛ والتي يتمثل الجانب الأكبر منها في إصلاح الأضرار التي خلّفتها الأمطار في الطرق والمباني، أو ممارسة المقايضة بهدف الحصول على طعام. فضلا عن ذلك، أدت الأمطار الغزيرة إلى جعل الزراعة في هذه المنطقة أمرا مستحيلا، ولذا تُباع المنتجات المزروعة في المناطق الأكثر جفافا في أسواق مُغطاة بالقماش المشمع.


ويشكل الحفاظ على الجسور التي تمتد عبر الغابات المطيرة المحيطة بهذه البقاع المطيرة إحدى المشكلات الجسيمة التي تعاني منها تلك المناطق، في ظل التحلل السريع لمواد البناء التقليدية التي تتشكل منها هذه الجسور.


تقوم الفكرة المبتكرة التي تُشيّد على أساسها مثل هذه الجسور في ربط هياكلها بجذور الأشجار نفسها بما يجعلها قادرة على مواجهة ظروف الطقس المُشبّع بالرطوبة.

 

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19