على بعد 14 إلى الجنوب من مدينة الخليل وقعت الواقعة، عروس وزوجها والمعازيم يتحولون بلمح البصر إلى حجارة ما زالت ماثلة أمام أعين الناس، يمرون عليهم خائفين، مستعيذين بالله من شر السخط والمسخوطين.

يقول المعمرون من أهالي منطقة الصرة إن جماعة كانوا يزفون أحد أبنائهم قبل مئات السنين  إلى ابنة من قرية مجاورة. وكعادة الناس في ذلك العصر، فقد جلست العروس في هودجها على ظهر جمل، وتبعتها النساء بزغاريدهن.

كان الفرح سيتم على خير لو لم تقدم إحدى النساء المشاركات على تنظيف ابنها الصغير بقطعة من الخبز؛ لأنها لم تجد شيئا آخر تنظف به صغيرها.

ما إن فعلت المرأة فعلتها، حتى أنزل الله غضبه على كل من كان موجوداً في العرس، فحولهم إلى صخورٍ ضخمة بقيت حتى اليوم شاهدة على جريمة انتهاك حرمة وقيمة الخبز والنعمة.

هذا ملخص الأسطورة التي يتناقلها أهل "الصرة"، من جيل لأخر. وهذا ما تخوف به النساء في القرية أطفالهن؛ فيا ويل طفل إن لم يحترم رغيف الخبز أو حتى قطعة الخبز مهما كانت صغيرة.

حكاية "المسخوطين" ستبقى راسخة في عقول أهل الصرة ومؤثرة على تصرفاتهم واحترامهم للخبز، حتى ولو اقتنعوا بأن الصخور التي يشاهدونها لا تمت لما سمعوه من أجدادهم بشيء.

المصدر: شبكة الحرية الاعلامية