ما هي قصة موت زكية وإبنها سند في المستشفى؟؟
ما هي قصة موت زكية وإبنها سند في المستشفى؟؟

الأربعاء | 27/05/2015 - 06:29 مساءً

تقرير الصحفي : مهند العدم -

 

منذ قضت الأم من قرية سالم شرق نابلس زكية نصر إثر "خطأ طبي" – منذ قضت ووليدها الذي انتظرته طويلا كـ"سند" لأخواته الثلاث ( أكبرهن بعمر 8 سنوات )، لا يزال زوجها وجدي نصر يكابد وجع الروح، ليس فقط لأنه حرم من زوجته وطفل عاشه لأشهر كـ "حلم جميل"، بل وأيضا لأن دموع طفلاته الثلاث، منذ موتهما بداية الشهر الجاري، باتت أكبر من قدرة قلبه على الاحتمال ...

وثائق

ليست فقط الفجيعة ما جعلت من حياة الأب "نصر" و طفلاته الثلاث "غمامة سوداء"، ذلك أن مقترف "الخطا الطبي" الذي أودى بحياة امرأته وطفله بمستشفى رفيديا في نابلس، لا يزال طليقا وعلى رأس عمله، رغم تأكيد "الطب الشرعي" أن المأساة التي حلّت بعائلته نجمت عن خطأ طبي كان يمكن تجنبه، ورغم أن مقترفي "الخطأ" حاولوا إخفاءه.

وثائق

قصة الموت / الفاجعة التي يعيشها المواطن "نصر" منذ توفيت زوجته وطفله الحلم، بدأت، كما قال لـلقدس وت كوم"، حين أدخلت الزوجة ( 29 عاما ) في مطلع "أيار" الجاري المستشفى كحالة مراجعة بعد أن تعدت الفترة الزمنية المحددة للانجاب، حيث تم إخضاعها لفحوصات طبية أكدت أن العمليات الحيوية في جسمها كانت طبيعية، ما اقتضى إعطاءها "الطلق الصناعي" لتسهيل عملية الولادة، لتدخل عند الثانية فجرا في حالة ولادة - حالة تعثرت على الطبيبة والقابلتين المرافقتين لها؛ ما استدعى دعوة طبيب مختص، لتنتهي الحالة، لاحقا، بوفاة الأم وجنينها.

وثائق

يكشف تقرير الطب الشرعي بخصوص قضية موت الأم زكية نصر وجنينها وشهادات الاطباء التي حصل عليها موقع القدس الالكتروني على نسخ منها، تفاصيل مروعة عما حصل في تلك الليلة حيث كانت عائلتهما تنتظر نهاية عملية ولادة بـ"السّلامة"، كما تكشف عن أخطاء وإهمال طبي تسبب في المأساة، حيث ادخلت الام عند الرابعة مساء الى قسم ولادة بينما لم توجد اي علامات لولادة طبيعية - كما يشير التقرير الطبي، ثم بعد ذلك  تم إجراء تحفيز للولادة بإعطائها "الطلق الصناعي" .. واستمر الوضع على ذلك حتى االثانية فجرا، لتبدأ عملية الولادة بإشراف طبيبة وقابلتين، الا ان الثلاث سرعان ما تعثرن بسبب وزن الجنيين وحجمه (4 كغم - طوله 52 سم) والوضع الذي كان عليه في رحم الام، وهو ما تطلب عملية ولادة قيصرية استخدم خلالها الطبيب المختص الذي تم استدعاؤه "شفّاطا كهربائيا"، غير أن "الشفّاط" عند تركيبه فشل في تحريك الجنين؛ ليواصل الطبيب عملية "الشّفط" بشكل قوي ومستمر لمدة لم تقل عن خمس دقائق، وبالضغط بقوة على الجانب الأيمن من بطن الأم، ما تسبب في نزول الطفل الى حوض الولادة ( بالمقابل تسبب في انفجار ونزيف بالرحم كما كشف تقرير الطب الشرعي)؛ إلا أن "الطبيب المختص" شرع، مرة أخرى، في سحب الجنين بواسطة "الشفاط" .. ما جعل الوليد في وضع صحي صعب استدعى نقله الى "العناية المكثفة"، وما جعل الأم، أيضا، في وضع أسوأ فقدت معه ( وفق شهادات من حضر عملية الولادة ) قدرتها على الإبصار.. ثم، مفارقتها الحياة عند الرابعة فجرا؛ ليلحقها الوليد إلى الموت بعد ساعتين فقط.

وثائق

قال طبيب التشخيص الذي حضر لإنقاذ الأم في افادته لـ"النيابة العامة، "ان الفريق الطبي لم يذكر له سبب تردي حالة الام الصحية بعد ولادتها، ما جعله يفترض أنها اصيبت بجلطة رؤية، وهو ما دفعه للقيام بإسعافها استنادا إلى "فرضية" أنها أصيبت بـ"جلطة رؤية"، فيما قال طبيب التشريح المختص في افادته أن التشخيص الدقيق والكشف السريع أظهر وجود نزيف في الرحم، وهو وضع كان يمكن معه انقاذ حياة الأم بإجراء عملية سريعة لا تتعدى 35 دقيقة لوقف النزيف، بينما كان حجم الجنين يتطلب عملية قيصرية لاخراجه، بدلا من عملية الولادة الطبيعية.

وثائق

وحسب تقرير الطب الشرعي، تم استخراج 3 لترات دم من داخل جوف الام، بينما قالت عائلة الضحية ان الاطباء خرجوا من غرفة العمليات واخبروا العائلة أن الأم توفيت جراء "جلطة رؤية"، وهو ما ينفيه تقرير الطب الشرعي الذي اشار الى ان سبب الوفاة ناجم عن نزيف داخلي بسبب انفجار في الرحم، كما أن الوليد توفي جراء انفجار بالكبد وتهتك في جمجمة الرأس نجم عن عملية الضغط والشفط، ليخلص تقرير الطب الشرعي بأن وفاة المولود نجمت عن سببين رئيسين : الصدمة النزفية التي تعرضت لها الام جراء تمزق الرحم اثناء الولادة، ما أدى الى نقص بالتروية للجنين عن طريق المشيمة.. وايضا، الصدمة النزفية التي تعرض لها الجنين جراء تمزق الكبد والنزيف تحت فروة الرأس .

في الإطار، قال الطبيب المختص الذي اشرف على عملية التشريح في رده على سؤال وجه إليه من النيابة حول ما اذا كان الضغط ساهم في عملية التمزق او انفجار الرحم - قال "إن الضغط الخارجي ساهم بشكل كبير، إما باحداثه او بزيادة حجمه"، فيما تقول عائلة الام زكية نصر، استندا إلى شهادات الطبيبة و القابلتين، أن رئيس قسم الولادة بالمستشفى و "الطبيب المختص" إياه طلبا منهن عدم التحدث عن قيام الاخير بالضغط على بطن الام؛ بوعد أنهما سيساعدان في عدم توريطهن بالحادثة !

من جهته، قال رئيس نيابة نابلس مجدي شرعب في حديث خاص لـلقدس دوت كوم "ان المؤشرات الاولية في التحقيق بخصوص موت الام نصر وجنينها، تشير الى وقوع اهمال وخطأ طبي، وأن النيابة العامة في انتظار استكمال التحقيقات لاتخاذ الاجراءات اللازمة، موضحا أن النيابة العامة كانت تحفظت على جثتي الأم والجنين فور ورود إشارة بوفاتهما اثناء عملية الولادة، ثم تم نقلهما الى التشريح، رغم أن العائلة رفضت ذلك في البداية؛ مضيفا في الخصوص، أيضا، ان نتائج التشريح والمؤشرات الاولية من التحقيقات تشير الى وقوع خطأ في المستشفى اثناء العملية، مضيفا انه بعد استكمال التحقيقات التي أجريت وسماع اللجان المختصة، قد يتم توجيه "تهمة "القتل بغير قصد" لكل من شارك في عملية الولادة.

إلى ذلك، قال طبيب شرعي فضل عدم ذكر اسمه في حديث مع الصحيفة الفلسطينية، أن الخطأ الطبي الذي تسبب بموت الام نصر ووليدها كان واضحا وحجم التشويه في جسم الوليد كان "غير مسبوق"، مضيفا بان النيابة العامة "ستلاحق كل من تورط  بالجزاء القانوني بعد الانتهاء من التحقيقات وتقديم اللجان الفنية تقريرها النهائي".

وإلى ذلك، أيضا، قالت عائلة الأم زكية نصر ان الطبيب المتسبب في وفاتها ووليدها "لا يزال يمارس عمله، بينما اكتفت وزارة الصحة بايقاف الطبيبة والقابلتين عن العمل"، فيما تطالب العائلة القضاء الفلسطيني بمحاسبة كل من تسبب في وفاتهما، كما طالبت وزارة الصحة بالتعويض الكامل المادي والنفسي، كما ناشد عم العائلة الرئيس محمود عباس "ان ينظر الى يتيمات الأم زكية نصر الثلاث (ميار، ميرا و لمار) بعين الحنان، لا سيما وأن العائلة تعيش ظروفا اقتصادية صعبة"؛ حيث يتقاضى الأب أجرا يوميا لا يتعدى 50 شيكلا.

القدس كوم



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45