بعض الناس يعتقدون أن الصباح هو آخر بصيص من الحرية قبل أن يبدأوا يومهم المشؤوم، عزيزي القارئ أنصحك بألّا تكون هذا الشخص، بل على العكس تماماً، الصباح هو وقتك للاستفادة والتمتع ببقية يومك.

الصباح هو الأساس ليكون يومك مليء بالإنتاجية والحيوية، عندما تعمل على جعل صباحك بالشكل الصحيح، سيكون ذلك مثل النعمة والجائزة لك في بقية النهار، ليس فقط ستشعر بالهدوء أكثر، بل ستكون انجازاتك مثمرة أيضاً في بقية النهار أكثر من أي وقت مضى.

لست أقدم هنا أوامر أكثر منها إلى نصائح، وليست مني بشكل مباشر، بل ممن جربها واستفاد منها..

الصباح ليس منفصل عن وقتك
توقف عن اعتبار صباحك، هو الوقت الذي تحتاجه للاندماج مع يومك الحقيقي، الصباح هو جزأ لا يتجزأ من يومك، من لحظة تفتح عينيك فيومك قد بدأ رسمياً، استخدم هذا الوقت الثمين لصالحك فعندما تشعر لاحقاً خلال يومك بانخفاض طاقتك وتفكيرك يبدو بطيئاً فذلك يعود إلى عدم استثمار صباحك بالشكل المطلوب.

اذهب للمطبخ واحصل على وجبة مغذية لليوم، وجواباً على سؤالك؛ لا، القهوة لا تعد وجبة افطار، وبينما أنت تأكل حاول أن تفكر بوجبة الغداء والعشاء لأن ذلك سيساعدك على تقليل القرارات التي يجب عليك اتخاذها لاحقاً أثناء النهار، واذا كنت تشعر بالجوع أثناء العمل عليك بتجهيز بعض الوجبات الخفيفة من أجل أن تأخذها معك.

لا تفتح بريدك الالكتروني
يجب علينا جميعاً الخروج من عقلية ” اسمحوا لي أن أتحقق من بريدي الالكتروني، البريد الالكتروني هو صندوق بريد لكنه بشكل مسبط ومنظم أكثر، اذا كان لديك صندوق بريد مقابل منزلك هل ستذهب كل 5 دقائق للتحقق منه؟

مضيعة كبيرة للوقت، صحيح أنه في البريد الالكتروني لا يوجد طريق لقطعه حتى تصل إلى صندوق البريد، لكن الأمر نفسه، التحقق من بريدك الالكتروني كل دقيتين هو مضيعة واهدار كبير للوقت، وبالطبع هذا مالا نريده وخاصة في الصباح.

هناك كتب كاملة مؤلفة فقط لغرض عرض مخاطر عادة التحقق من البريد الالكتروني صباحاً وكيفية التخلص منها، وبالطبع هذه الكتب ليست خاطئة، عليك بالتخلص من هذه العادة فوراً، لن تتوقف الأرض عن الدوران إن لم تفتح بريدك الالكتروني صباحاً، حاول أن تحقق من بريدك الالكتروني وقت الغداء أو حتى بعد ذلك، عندما تشعر أن قواك الابداعية بدأت بالانخفاض.

ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي
الآن، بعد أن ذكرنا الادمان على البريد الالكتروني، هناك أيضاً الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي، و هذا الادمان لا يخفى على أحد حالياً، انظر حولك وستجد الجميع يحمل هاتفه الذكي ويرسل تحديثات جديدة إلى الفيسبوك  وانستغرام..

في الحقيقة، لا يوجد أي شيء اجتماعي في وسائل التواصل الاجتماعي، إن أرسلت تحديثاً إلى الانستغرام لن تزيد صلتك بأرحامك بالتأكيد، لن تحتاج لأي من هذه الوسائل في الصباح.

حاول -عليّ أن أقول جاهد- بقدر امكانك على ازالة هذه البرامج من هاتفك الذكي، وتوقف عن الكذب على نفسك بأن هذه الوسائل تبقيك على اتصال بمن حولك، توقف عن التبرع بوقتك بدون أي فائدة تذكر، وركّز طاقتك على الأمور الأهم من هذه الوسائل، حتى تكون فعلاً متصلاً بمن حولك.

لا لصنع القرارات في الصباح أشياء يجب أن تتوقف عن فعلها في الصباح!
اتخاذ قرارات كثيرة جداً يؤدي إلى التعب بشكل كبير، ويؤدي إلى الانهاك والفشل في اتخاذ القرار عند الأمر المهم، حاول أن تبسط صباحك بشكل كبير، اختر معجون أسنان واحد وفرشاة أسنان واحدة ونوع صابون واحد..

كل هذا يؤدي إلى تقليل القرارات التي عليك اتخاذها في الصباح، مما يجعل صباحك أكثر انتاجية، مع العلم أن هذا بالضبط ما يفعله معظم الناجحين حول العالم، يكفيك أن تعلم أن مارك  زوكربيرغ مؤسس هذه المنصة التي أصبحت مهووساً فيها لا يلبس إلا نوع محدد من الألبسة..

لديه عدة نسخ منها وهذا يساعده على جعل ذهنه صافياً من أجل اتخاذ قرارات أهم من ماذا سيرتدي اليوم للعمل، و هذا بالضبط الأمر الذي يجب عليك أن تفعله، عليك أن تقلل قدر الامكان من القرارات التي يجب عليك اتخاذها في الصباح، قرر منذ الآن نوع العصير الذي ستشربه لشهر من الآن، على سبيل المثال لا الحصر.

الآن اذا أزلنا اتخاذ القرارات وفتح البريد الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، ماذا سيبقى للصباح، بكل بساطة الصباح هو للأمور الأساسية وأولها هو تسجيل الأفكار، هل عليّ أن أخبرك أن معظم الأفكار الحقيقة تأتي عند الاستيقاظ أو قبل النوم، و عندما تستيقظ على الانستغرام فأنت تضيع هذه الأفكار العظيمة، لذا عليك أن تبدأ بتسجيل هذه الأفكار، فقط قم بالتسجيل ولا تفكر فيها.

الصباح أيضاً، من أجل لقاء الأسرة و الحديث معهم، هكذا تكون متصل بمن حولك وليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، عليك بأن تستيقظ في الصباح، لتتناول الافطار مع أطفالك لا أن تقضي الصباح مع البريد الالكتروني، ربما تلعب معهم قليلاً قبل الذهاب إلى مدارسهم وقبل أن تذهب إلى عملك، ما الذي يضرّ أيضاً ان حاولت أن تركض قليلاً في الصباح قبل أن تذهب إلى عملك؟

كل هذه الأمور هي التي تجعل صباحنا غير مثمر،  تجعل نهارنا كله في ضياع تام، حاول قدر الامكان أن تتجنبها، وتبدلها بالذي تراه مناسباً لحياتك