احتلال شقائق النعمان
احتلال شقائق النعمان

السبت | 28/03/2015 - 08:48 صباحاً

جميل ضبابات// وكالة وفا

شقائق النعمان تأخذ الالباب هـذه الايام… لكن بتلات هشة لزهرة تنبعث سريعا وتموت سريعا تتحول الى سلاح ماض عندما تصل الى اجندة السياسية الشرق اوسطية.

فبين الفلسطينيين والاسرائيليين' ثأر قديم'، منذ احتلال الارض .. لكن دماء النعمان بن المنذر التي جسدتها ميثولوجيا العالم القديم تتجدد كل شباط، وتتعلق بواحدة من اشهر النباتات التي نمت في اساطير العالم القديم، تفتح جروح الثأر كل ربيع.

ارتبطت بالميثولوجيا العربية التي تحكي قصة الزهرة، ايضا بحالة حرب اذ تقول الاسطورة انها نبتت على قبر النعمان بن المنذر أشهر ملوك الحيرة عندما داسته الفيلة إذ رفض الخضوع لملك الفرس بتسليم نساء العرب فكانت معركة ذي قار. وثمة روايات اخرى عن قصص ميثلوجية اخرى ذات علاقة في التاريخ القديم.

بالنسبة للفلسطينيين، فان تمجيد الاسرائيليين بهـذه الزهرة، ليس اقل من احتلال لموروثهم الميثولوجي.' يحاولون تغيير التاريخ وسرقته لإيجاد تاريخ لهم'. قال د. عيسى عدوان مدير عام المصادر البيئية في سطلة البيئة.

يردد المعنى ذاته، آخرون من اساتذة الجامعة وخبراء التنوع الحيوي.

في البساط الاخضر الذي يغلف فلسطين من شمالها حتى جنوبها، تظهر شقائق النعمان، مثل 'ميني' واحات حمراء قانية. وهذا ما دفع الإسرائيليين لإقامة مهرجانات واسعة النطاق، للزهرة التي صنفوها 'زهرة اسرائيل الوطنية'.

لكن فلسطين التي تخطو سياسيا قدما لثبيت اقدامها كدولة تحت احتلال، لم تصنف حتى الان اي من مكونات البيئة كرموز وطنية لها، كرد على اسرائيل.

'هذا الموضوع هو وهم جديد لا صلة له بالماضي لا يوجد بالمصادر اي رواية تربطهم بهذه الزهرة بل على العكس هم يذكووا الرواية الكنعانية وكيف نقلها اليونانيين لأساطيرهم ويشيرون ايضا الى الثانية عن قصة الملك النعمان' يقول خالد حمودة مدير مؤسسة مشوار للرحلات داخل اراضي عام ١٩٤٨.

ويضيف في مقابلة مع وكالة' وفا' 'يحاولون اختلاق تراث جديد وهي طريقة تسويق فذه للسياحة وعملية تنشيطها وخاصة لمنطقة غلاف غزة وايجاد صلة وطنية بالأرض كما فعلو قبل فترة مع الطائر الوطني الهدهد لكن مع كل ذلك يمكن الشهادة لهم بذلك على كيفية المحافظة وتربية الأولاد وغرس هذه الأمور بنفسيتهم في جيل مبكر'.

في فلسطين تغذي شقائق النعمان التي يحمل بعضها اللون الاحمر العميق الشعور الوطني عند ذكر شهداء المعارك المستمرة مع اسرائيل.

يقول عدوان: 'نحن نرتبط بهذه الازهار منذ القدم(...) سنحاول هذا العام تصنيف زهرة لتكون زهرة فلسطين الوطنية'. داخل المؤسسة الرسمية الفلسطينية هناك مراسلات في هذا الخصوص لاعتماد عصفور الشمس الفلسطيني كطائر وطني. بالنسبة لعدوان قد يتم تصنيف شقائق النعمان او غيرها من الازهار خلال الفترة القادمة.

ويقول كتاب اصدرته جمعية الحياة البرية الفلسطينية حول التنوع الحيوي عن جمعية الحياة البرية، 'إن نباتات فلسطين العضوية الطبيعية تتمثل في 128 عائلة نباتيه منها 14 من السرخسيات و124 من النباتات الزهرية'.

وفلسطين ذات تنوع حيوي يضاهي كبرى الدول الاوروبية.

تبدو شقائق النعمان سيدة الازهار. فبين ذروة الشتاء وبداية الربيع، تتسابق اجيال مختلفة من هذه الازهار على النمو التدريجي.

بالنسبة لعالم النباتات البرية د. بنان الشيخ، الذي قام خلال السنوات الماضية بتسجيل بعض النباتات في برية فلسطين، فان شقائق النعمان ليست كلها حمراء.

' صحيح انها صنف واحد لكنها عدة الوان؛ ازرق ابيض زهري'.

في الاحاديث الصحافية التي تظهر على جانبي خط الصراع يظهر الاحمر لونا سياسيا.

يقول الشيخ لمراسل 'وفا' 'الاحمر هو الشائع. لذلك هم (الاسرائيليون) يؤلفون القصص والاساطير. تقضي الزهرة حياتها في اسبوعين تلمع فوق سطح الارض حتى يخبو بريق البتلات ويذوي.

اما في اتون السياسية فالحديث مستمر عنها. يقول د.عدوان: 'سنفعل اي شيء للمحافظة على تراثنا(...) سنسعى لوضعها على الطوابع البريدية وحمل قصتها الى المحافل الدولية'.

على الجانب الاخر( اسرائيل) حظيت الزهرة، بلقب 'المحترمة'. واعيد هـذا العام، بث اغنية شهيرة للمغنية اليهودية يمنية الاصول شوشانا دماري التي تحمل اسم 'شقائق نعمان حمراء'.

تنتقل الورود الحمراء اليوم من ايدي العاشقين، تعبيرا عن المحبة، لكنها تنتقل بين ايدي السياسيين في النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني، كواحدة من ادوات الصراع القائم على الارض.

قال عماد الاطرش الرئيس التنفيذي لجمعية الحياة البرية وواحد من علماء الطيور العالميين 'شقائق النعمان مذهلة. وردة تحمل كل الاحتمالات. اسرائيل من قبل حاولت نقل موروثنا الى سجلاتها'.

اسرائيل ذاتها اعتبرت نفسها 'دولة شقائق نعمان عظمى'. حتى اكثر من ذلك لعبت في جينات الزهرة، وانتجت الوانا جيدة لها تصدر منها سنويا نحو ٦٠ الف  زهرة، يستخدم بعضها هذا اليوم كتعبير دافئ صادق عن المحبة!.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38