تضخم مواقع الطقس: تضارب وفوضى أم تنوع ومنافسة؟
تضخم مواقع الطقس: تضارب وفوضى أم تنوع ومنافسة؟

الخميس | 05/03/2015 - 06:30 مساءً

خاص بآفاق البيئة والتنمية - عبد الباسط خلف:

سرّعت وسائل الإعلام، وبخاصة الجديد منها، من انتشار مواقع شخصية عديدة للتوقعات الجوية وأخبار الطقس، تقدم على مدار الساعة تحليلات، وتنشر خرائط وتنبؤات. وفي بعض الأحيان، تقدم مواقع يديرها هواة شائعات عن عواصف ثلجية، ينسبونها لدوائر رصد عالمية، تكون بعيدة عن الحقيقة.

تبحث "آفاق" في الوجه الآخر لهذه المواقع، فبجوار ما تقدمه من معلومات أحيانًا، وما تنشره من تحذيرات للمواطنين والسائقين في الأحوال الاستثنائية، إلا أنها تخلق حالة إرباك، وتساهم- من حيث تعلم أو لا تعلم- في خلق حالة بلبلة.


تشويش


تقول الإعلامية ربى المصري، زاد انتشار مواقع الأرصاد الجوية عن حده كثيرًا، وتسبب لنا ذلك بشيء من الهوس والجنون، فكل موقع وله رأيه الخاص، وتوقعاته، وتحليلاته، وكل واحد منهم يدافع عن رأيه، ويعتقد أنه الأكثر دقة وعلمًا، أما المواطن العادي فصار عُرضة للتشويش والخوف والرعب من هذه الحالة، وأصبح يبني قراراته بناء على ما يسمعه.
وترى طالبة القانون دلال خلف، أن الإرباك لا يكون بسبب كثرة هذه المواقع، ولكن على العكس يصنع متابعوها وروادها، الذين ينتقون من النشرات الجوية ما يحلو لهم، فمثلاً يتوقفون عند  كلمة (ثلوج)، ويغمضون عينهم عن عبارة ( يتوقع، أو من المحتمل، أو تشير التقديرات).

وتضيف: تساهم بعض هذه المواقع أيضًا في صناعة الرعب والإرباك، وتشوش حياة الناس بالطريقة التي تقدم فيها التحليلات، وحين تبدأ بالترويج إلى" ثلوج استثنائية" و"حالة جوية تاريخية"، فيظن القارئ البسيط أنه أمام حقيقة قطعية وليس احتمالات واردة للتغيير رأساً على عقب.
انتشار

ويرى مدير موقع "طقس فلسطين" أيمن المصري أن الطقس والتقلبات الجوية خاصة في الشتاء تتحول إلى حديث الناس، وهذا الحال ليس فقط في فلسطين وإنما في العالم أجمع. إذ لا  تقتصر شؤون الطقس وتحليلاته على فئة معينة من الناس، ولا تنحصر في الدوائر الرسمية كما كان الحال عليه قبل عشرين سنة وأكثر، وإنما أصبحت تتشكل مصادر معلومات ومراكز دراسات عالمية تفتح الآفاق لأي شخص مهتم بقراءة هذه الخرائط المتخصصة، ولا يستطيع أحد في العالم منع متابعتها، فهذا أمر طبيعي.

ويضيف: ثمة مئات المواقع العالمية والإقليمية والعربية والشامية، التي تعطي المعلومات لكل من يريد، خاصة مع انتشار أجهزة الهواتف الذكية، ووسائل التوصل الاجتماعي السريعة. وأصبح كل مواطن يتابع هذه المعطيات من كل طرف، وعليه أن يقارن بينها. ويجب أن يعرف أن لا شيء في هذا العلم حتمي الحدوث، فهي توقعات متقلبة، وقابلة داماً للتغير والتبدل، فهي علم احتمالي.

ووفق المصري، فإن "طقس فلسطين" انطلق قبل خمس سنوات، وكان من الأوائل على الصعيدين العربي والإقليمي، ودفع نجاحه مواقع كثيرة لمجاراة الركب.
يتابع: لا نصدر في نشراتنا زمن الهطول بساعة محدّدة، ونميل إلى استعمال الفترات الطويلة، فنقول مثلا (بعد الظهر) ، و(في ساعات المساء)، أو ( خلال الليل)، ودائماً نتحرك في إطار خمس ساعات أقل أو أكثر، كما نشير أحيانًا إلى أن الحالة الجوية قابلة للتغير للأسوأ وللأحسن.


فوضى توقعات

ولكن حذر مدير عام الأرصاد الجوية الفلسطينية يوسف أبو أسعد عبر وسائل إعلام عديدة من "التهويل الإعلامي" الذي تتسبب به مواقع الطقس غير الرسمية. وانتقد جريدة "الحياة الجديدة" بسبب غياب المحاسبة جرّاء إرباك المواطنين وتكبيدهم الخسائر المادية بسبب التوقعات غير الدقيقة. قائلاً إن "العمل في مجال الطقس يتطلب شهادات عليا معترفاً بها، وتراخيص من الجهات المختصة لممارسة المهنة، لكن ما نشهده في فلسطين أن بعض العاطلين عن العمل ومن يجلسون في المقاهي باتوا يعملون في مجال الطقس".

ويوضح أبو أسعد أن الأرصاد الجوية الفلسطينية تقدمت بشكوى إلى وزارة الإعلام، ونوهت إلى خطورة اعتماد وسائل الإعلام على مواقع الطقس المختلفة لإبلاغ المواطنين بالحالة الجوية، وتجاهل النشرات الرسمية الصادرة عن الأرصاد الجوية الفلسطينية التي يعدها خبراء ومؤهلون للعمل في مجال الطقس ورصد الحالة الجوية. مشيراً إلى أن العمل في الطقس يتطلب شهادات عليا تصل مدة دراستها إلى 11 عاما، ولا يمكن لهواة الطقس أن يكونوا بديلا عن المؤهلين للعمل في هذا المجال.
ودعا أبو أسعد وزارة الإعلام لتفعيل قرارها السابق بضرورة التزام وسائل الإعلام الفلسطينية بنشرات الأرصاد الجوية الرسمية، مطالبا بإنذار غير الملتزمين، وتجنيب المواطنين الخسائر المادية بسبب "فوضى التوقعات الجوية" .


إرباك

بدوره أكد رئيس بلدية عقابا بمحافظة طوباس جمال أبو عرة لـ (آفاق) أن كثرة الهواة، وتعدد مصادر الرصد الجوي، وتضارب الأنباء التي يجري بثها، يدخل الناس والهيئات الرسمية في حالة إرباك.

يقول: نتابع باعتبارنا هيئات محلية جيدًا أنباء الطقس، وخاصة عند الحديث عن عواصف، استعدادًا لمواجهة أي طارئ.
ويرى أن على الجهات الرسمية المختصة التعميم بشأن الحالة الجوية، ومعالجة الأمور بطريقتها، وعدم السماح بهذه الفوضى، التي نقع فيها؛ لكثرة المواقع.

آراء

يقول المزارع صالح عبد الكريم: أتابع كل يوم أكثر من 20 موقعاً للطقس، أجد فيها الكثير من المعلومات المتضاربة، وباختصار كل واحد منها يغني على ليلاه. وقد كان الوضع قبل عشرين وثلاثين سنة أفضل، وفي تلك الأيام كنا نكتفي بسماع نشرتين أو ثلاثة أبعد الحدود (التلفزيون الأردني، وأحياناً السوري، وإذاعة الاحتلال)، وليومين فقط، أما اليوم فالبعض يعطيك توقعات لعشرة أيام وأكثر، وتكون كلها دون دقة.
ويرى سامر الشيخ، وهو موظف حكومي، إن عائلات كثيرة، وفئات عديدة تبني قراراتها على النشرة الجوية، وفي بعض المناسبات تختلف التوقعات، ويأتي الراصد الجوي ليقول أن المنخفض أنحرف عن مساره.

يزيد:  المطر هو بيد الله، والنشرات كلها توقعات، لكن تنوعها للأسف يخلق إرباكا، بدل من أن يكون عامل منافسة إيجابية بينها؛ لتكون أكثر دقة.
 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20