المشي على الماء أمر مستحيل، لا بل يعتبر من المعجزات التي لا يقوى عليها الانسان، مهما ابتدع من حيل وأساليب، ذلك أنه ليس بقادر على تخطي قوانين الطبيعة والفيزياء.

ولكن في جمهورية سلوفاكيا يعتبر هذا الأمر عاديا جدا! إذ يمكن أن نشاهد المتنزهين والسياح في "جبال تاترا" Tatras Mountains الشاهقة والعريقة في أوروبا الشرقية، يعبرون البحيرة مشيا على الأقدام وبكل سهولة.

المتسلق المغامر توماس نونوك Tomas Nunuk (38 عاما) نشر مؤخرا فيديو له ولصديقه وهو يمشي على مياه البحيرة في سلوفاكيا، وجذب الفيديو منذ نشره أكثر من ثلاثة مليون مشاهدة.

(لمشاهدة الفيديو إليكم هذا الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=8WBqX7MSqWw)

وقد علق بعض المشاهدين بالدهشة فيما كذب معظمهم الفيديو واعتبروه خدعة تقنية أو حيلة من حيل السحر.

في الواقع فإن بحيرة جبال سلوفاكيا التي لم تصلها يد البشر لتشوه معالمها وتلوثها، تظهر الأشخاص وكأنهم يمشون على مياهها عندما تتجمد، وذلك لأن مياهها الصافية والنقية تبقى شفافة كالمياه العذبة، على ما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "الدايلي ميل" البريطاني في تقرير مصور.

ويقول أحد المعلقين على الفيديو أن العالم كان ليكون بصفاء وجمال هذه البحيرة لو لم تشوهه أيادي البشر.

ووفقاً لعالم الأرصاد الجوية ميغان موسولين الذي دافع عن الفيديو وأكد بأنه حقيقي، فإن جليد المياه الصافية يكون أقوى بمرتين من  جليد الثلج الأبيض، لأنه أكثر كثافة. وبذلك فإن جليد البحيرة المتجمدة منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) في الجبال السلوفاكية سميك بما يكفي ليمشي الأشخاص عليه سيرا على الأقدام بكل أمان، على ما أشارت موقع "البيان" الاماراتية.

ووفقا لدراسة أجراها الجيوفيزيائي ماتي ليبارانتا Mattei Libaranta من جامعة هلسنكي فإنه عندما يتم تركيز الشوائب في البحيرة قليل فإن الجليد يكون شفافا أكثر مقارنة بالبحيرات العكرة.

درجات الحرارة المنخفضة تخلق بعض الظواهر المدهشة، ولكن العجائب الطبيعية في جبال تاترا كثيرة ولا تنحصر في البحيرة المتجمدة، فهي منطقة تشكل حدودا طبيعية بين سلوفاكيا وبولندا، وتعد موطنا لمجموعة كبيرة من الرياضات الشتوية.

كما تعد جبال تاترا العلوية والمنخفضة قبلة لهواة التزلج الذين يتوافدون إليها من مختلف دول العالم.