المشي إلى الخلف قد يبدو أمرًا يسيرًا، ولكن العلماء لا يعرفون كيف يتحكّم المخ في هذا السلوك. كشفت دراسة جديدة نُشرت على موقع Science عن اللمحة الأولى عن الدارة العصبيّة المسؤولة عن هذا في ذبابات الفاكهة.

قام علماء الجينات بتنشئة 3500 سلاسة من هذه الحشرة كلٌ بمجساتٍ حرارية تُحفز شبكات عشوائية من الخلايا العصبية لديها مع دخولها جهاز الحضانة، وبالفعل قامت مجموعة من الذبابات الفاكهة المصابة بطفرة معيّنة بالسير إلى الخلف عند تعريضها لمصدر حراري.

كشف العلماء عن خليتَين عصبيتين مسؤولتين عن الحركة للخلف. الأولى موجودة فى المخ ويمتد تشابكها إلى الوريد العصبي البطني - وهو ما يشبه العمود الفقرى في الإنسان. يرى الباحثون أنّ هذه الخليّة العصبية تمثل مركز للأوامر المبنية على الإشارات من البيئة المحيطة، مثل "حذاري، هناك حائط أمامي!" فترجع إلى الخلف.

الخلية العصبية الثانية مكانها معاكس للأولى حيث تبدأ من طرف الوريد العصبي ويمتدد محواره العصبي (axon) إلى المخ، ودوره يشبه المكابح في السيارة، مع تشغيله، يُحفَّز السير العكسي. هذه الخلية العصبية وظيفتها كمكابح السيارة، ولكنها لا تستطيع إجبار الذباب على السير للخلف.