في سابقة سلوكية نادرة الحدوث في البطولات القارية والعالمية، تم إيقاع عقوبات مالية قيمتها ثلاث آلاف دولار على ثلاثة منتخبات عربية هي الأردن وفلسطين والكويت بسبب التدخين في غرفة الملابس، وجاءت قرارات لجنة الانضباط لتؤكد أن الانهيار الفني لهذه المنتخبات أتبعه انهيار في احترام اللوائح والقوانين..

وشكل القرار والمخالفة صدمة كبيرة في وسط القنوات الفضائية المتابعة لنهائيات أمم آسيا، وصدمة في الشارع العربي، لأن المخالفة تتعلق بالصحة العامة للرياضيين وهي من الأبجديات المتعارف عليها، وأمر لا يصدق أن ترتكب هذه المخالفة داخل غرف الملابس، استهجان وصل لحد التجريم من قبل طاقم التحليل في برنامجي «بانوراما آسيا» في قناة دبي الرياضية و«المجلس» على قناة الكأس الرياضية.

قرار مؤلم

والقرار الذي شكل صدمة، أصدرته لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وجاء نصه على النحو التالي: «قررت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أول من أمس الثلاثاء، تغريم الاتحادات الأردنية والكويتية والفلسطينية بسبب التدخين في غرف تبديل ملابس اللاعبين في بطولة أمم آسيا..

فيما فرضت غرامات على الاتحادات العراقية والأسترالية والصينية بسبب دخول المشجعين إلى أرض الملعب. وقررت لجنة الانضباط تغريم الاتحاد الأردني ألف دولار، بحسب تعليمات البطولة، نتيجة التدخين في غرف تبديل ملابس اللاعبين خلال المباراة بين فلسطين والأردن، كما تقرر تغريم الاتحاد الكويتي للسبب ذاته خلال المباراة بين الكويت وكوريا الجنوبية..

والأمر ينطبق على الاتحاد الفلسطيني نتيجة التدخين خلال المباراة بين فلسطين والأردن، كما قررت اللجنة فرض غرامة على الاتحادات العراقية والأسترالية والصينية، بسبب دخول مشجعين إلى أرض الملعب في عدة مباريات، وتم تغريم مدرب عمان بول ماري جوزيف لوغوين مبلغ ألف دولار، بسبب عدم مروره في منطقة المقابلات المختلطة بعد المباراة بين عمان والكويت..

وتغريم مدرب منتخب الكويت نبيل معلول ألفي دولار بسبب رفض إجراء مقابلة تلفزيونية قصيرة بعد المباراة بين الكويت وكوريا الجنوبية، وتم تغريم عدد من اللاعبين بسبب حصولهم على إنذار».

سابقة خطيرة

وتحدث مقدم برنامج «المجلس» في قناة الكأس خالد جاسم، متألماً وهو يتلو القرارات على طاقم البرنامج، مشيراً إلى أن القرار به 37 عقوبة، 19 منها أوقعت على منتخبات عربية، والمؤلم أن في قرارات الإدانة في التدخين جاءت باسم الاتحادات، يعني إدانة للدول وليس لمن ارتكبوا تلك المخالفات..

وقال في اليابان التدخين ممنوع في المرافق العامة وفي الشوارع، والجميع يلتزم بالقوانين، وكذلك في الملاعب الأوروبية، التدخين ممنوع حتى في المدرجات، فما بالك داخل غرف الملابس، وهو أمر محزن وسمة عربية في عدم احترام القوانين.

ووافقه في الرأي زميله في البرنامج ناظم شاكر، واصفاً الأمر بأنه يندرج في حسن الذوق واحترام مشاعر الآخرين، واللوائح والقوانين، والأمر يكون كارثة لو كان هؤلاء يعلمون بأن التدخين ممنوع داخل غرف الملابس، وكارثة أكبر لو كانوا لا يعلمون بالأمر.

تبعات الخسارة

وقال فيصل بوثنين، إن ما حدث من قبل المنتخبات الثلاثة من سلوكيات سيئة وقلة انضباط، يؤكد أن النتائج السيئة دائماً ما تتبعها سلوكيات سيئة، وهو ما حدث في هذه البطولة، ودونكم نتائج المنتخب الياباني وسلوكياته داخل وخارج الملعب، فهو قمة في الانضباط، ومثال للاحترام، كذلك جمهوره في المدرجات، مشيراً إلى أن الرياضيين يجب أن يكونوا قدوة لبقية أفراد المجتمع في احترام القيم واللوائح والقوانين.

وأثار عبد الله بونوفل سؤالاً مهماً «من المدخن في غرف الملابس؟ هل هم اللاعبون أم الأجهزة الإدارية عندما يوجد اللاعبون في الملعب؟»، لكن مهما كانت هوية المدخن فإنه يجب أن توقع بها أقصى العقوبات، والألف دولار ليست كافية، ولا رادعة لأن توقف مثل هذه السلوكيات في الملاعب.

فساد رياضي

أما الكابتن مبارك غانم فوصف التدخين في الملاعب وداخل غرف الملابس بأنه شذوذ رياضي داخل الملاعب، لأن التدخين يؤثر سلباً في قدرات وإمكانيات اللاعب داخل الملعب..

وهو أمر غير مقبول في ظل سيادة الاحتراف، وحتى في الحياة العادية يعتبر التدخين أمراً غير مقبول، مشيراً إلى أنه في الحياة اليومية يستحي أن يدخن أمام أي فرد من أفراد عائلته، فكيف يجرؤ هؤلاء على التدخين داخل غرف الملابس وفي بطولة قارية كبيرة.

عدم احترام

وصف الكابتن علي ثاني عضو طاقم برنامج «المجلس في قناة الكأس الرياضية»، تدخين منتخبات «الأردن - الكويت- فلسطين» في غرفة الملابس سابقة خطيرة، تمثل قمة الاستهتار باللوائح والقوانين وعدم انضباط يسيء للمشاركة العربية في المونديال الآسيوي، وأمر لابد أن يجد ردود الأفعال المناسبة من اتحادات تلك الدول، حتى يضمن عدم تكراره في مثل هذه المحافل الرياضية الكبيرة.

نبيل معلول: المعايير الأخلاقية شرط لتمثيل الأزرق

تناول خالد جاسم مقدم برنامج «المجلس»، تصريحات مدرب المنتخب الكويتي نبيل معلول، والتي كشفت أن التدخين بات خطراً يتهدد مسيرة المنتخب، وهي تصريحات أثارت جدلاً كبيراً داخل البرنامج حول كيفية محاربة تلك الآفة التي تجتاح صفوف "الأزرق" الذي تذيل مجموعته وغادر البطولة بخسارات ثقيلة.

صدمة معلول

وقال معلول، وهو يتحدث لصحيفة «القبس» الكويتية، إنه مصدوم ومستغرب جدّاً من العدد الكبير للاعبي الأزرق المدخنين، وبشكل لم يعهده من قبل..

وأضاف: إن التدخين يعتبر آفة كبيرة في المنتخب الكويتي حالياً، مشيراً إلى أنها إحدى الظواهر السلبية التي تعوّد عليها اللاعبون، ولقد نصحت هؤلاء ومن يرِدْ منهم أن يسير في السكة الصحيحة، فأهلاً وسهلاً به، ومن لم يرد فمصلحة المنتخب أهم منه وفوق كل الاعتبارات.

معايير الاستدعاء

وأكد معلول أن معايير الاستدعاء إلى صفوف المنتخب الكويتي ستكون رياضية وأخلاقية، كاشفاً أن هناك لاعبين كثيرين لن يستمروا مع المنتخب، مع أنهم مميزون جداً، باعتبار أن اللاعب الكويتي يجب أن يكون مثالاً يُحتذى في كل شيء..

وأقر نبيل معلول بأنه فوجئ، من خلال البطولة الآسيوية، بمستوى جيد للاعبين كان يتوقع أنهم أقل أداء من الأساسيين، مشدداً على أن بناء المنتخب يجب أن يكون من خلال إعداد اللاعبين فنياً وبدنياً لدى الأندية، وتتبع أدائهم فيها، وحتى انضباطهم وحياتهم الخاصة.

حلم مستحيل

وطالب معلول بالصبر عليه، لأنه لا يملك عصا سحرية ولا يفعل معجزات في غضون فترة قصيرة تسلم فيها مهامه، وكذلك الصبر على اللاعبين، لأن هناك أموراً تغيّرت لديهم على صعيد الانضباط والعقلية والأنماط التدريبية الجديدة.

وكشف معلول بصراحة أنه لا يوجد منتخب خليجي واحد قادر على المنافسة في كأس أمم آسيا، لأن الجميع لدينا اكتفوا بالكلام والتنظير، في حين دول أخرى مثل اليابان وغيرها، عملت واجتهدت وسبقتنا بأشواط بعيدة، مشيراً إلى ضرورة تغيير نمط العقليات والحياة والتدريبات والاحتراف، معلناً أن كأس الخليج ليست معياراً لتحديد المستوى الحقيقي للمنتخبات لاعتبارات فنية عدة.

«كورة»: حراسة المرمى مشكلة السعودية

فجر برنامج «كورة» على قناة روتانا خليجية، مفاجأة من العيار الثقيل، أثارت ردود أفعال قوية، وهي أن السعودية رغم كثافتها السكانية ووفرة المواهب الكروية فيها، فإنها تعاني من فقر في حراس المرمى بسبب سوء البرامج التدريبية المتبعة في تدريب الحراس، إلى جانب عدم وجود أكاديميات رياضية متخصصة للحراس داخل السعودية، وهو أمر يضع مستقبل حراس المرمى في خطر.

«رأيك»: أكبر أخطاء الأردن هزيمة فلسطين

من التعليقات الطريفة التي وردت لبرنامج «رأيك» على قناة الكأس الرياضية بعد خروج المنتخب الأردني من بطولة أمم آسيا على يد المنتخب الياباني، قول أحد المتابعين: إن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه مدرب المنتخب الأردني هو الفوز على المنتخب الفلسطيني، بوصفه محبوب الجماهير العربية، رغم أن مشاركته في البطولة شرفية ولم يتوقع منه الترقي لدور الثاني من البطولة.