الضباب الدخاني يهدد الملايين
الضباب الدخاني يهدد الملايين

الخميس | 27/11/2014 - 08:12 صباحاً

تتزايد المخاوف بشكل مستمر من التلوث الشديد الذي تعانيه المدن حول العالم، والذي أصبح من الأخطار المحدقة بحياة الملايين من البشر، ليس هذا فحسب بل إنه بات يؤثر في اقتصادات الدول وحركة السياحة فيها، إضافة إلى المنظر العالم للمدن عدا عن تسببه في أمراض وأوبئة فتاكة .

في الصين وتحديداً في العاصمة بكين أصبح ارتداء الكمامات الواقية من الدخان الضبابي الملوث، موضة يرتديها الصينيون أثناء تجوالهم أو ذهابهم إلى أعمالهم، حتى أن أفراد الشرطة باتوا ممن يوزعون الكمامات على المارة، وكانت الصين وعدت بمحاربة التلوث بضخ أكثر من 227 مليار دولار لمواجهته .

وعلى الرغم من أن عامة الناس في الصين باتوا يستخدمون الكمامات للوقاية من التلوث، إلا أن هذا الحل يعتبر مؤقتاً، في ظل تساؤل العالم حول كيفية التخلص من خطر الهواء الملوث الذي يجتاح العشرات من المدن حول العالم .

يدرس علماء الطقس والأرصاد الجوية حلولاً للتخلص من هذا التهديد العالمي الخطر بشتى الوسائل، فليست الصين وحدها من تعانيه بشكل شديد، بل إن المدن المكتظة بالسكان كمدينة دلهي الهندية يزداد فيها نسب الهواء الدخاني الملوث بشكل كبير، خاصة أن الإنسان هو المسؤول المباشر عن هذه الآفة الخطرة، كما أن حرارة الطقس تؤدي إلى وصول نسبة تركيز الأوزون في طبقات الجو إلى مستويات مضرة وممرضة، لذلك يقول العلماء إننا بحاجة دوماً إلى هطول الأمطار وهبوب الرياح لإزالة هذا التلوث من الهواء وبدونهما سيعاني البشر الاختناق البيئي والأمراض المميتة .

وتعاني كذلك مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك اختناقاً دخانياً كثيفاً بسبب عواصف التلوث التي تجتاحها نتيجة درجات الحرارة الاستوائية المرتفعة فيها، إضافة إلى وقوعها على سهل يحد من كل جهاتها قمم جبلية على ارتفاع 2000 متر، وتقول عالمة المناخ ماري تيلبي من مكتب الأرصاد الجوية البريطانية “المدن الواقعة في السهول أو التي تلفها الجبال من كل الجهات، عرضة لعواصف الدخان الكثيف الملوث، لأن نسبة وصول الهواء لها تكون قليلة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة في الطبقات السفلية من سطح هذه المدن يعد عاملاً رئيسياً في تشكل الهواء الملوث فوقها” .

لا يقتصر الدخان الضبابي الملوث على مدن قارتي آسيا وأمريكا الجنوبية، بل إن بعض أهم مدن وعواصم العالم الأوروبية تواجه هذه المشكلة الخطيرة أيضاً ومنها روما وباريس ولندن .

في باريس وفي خطوة للحد من التلوث، بدأ في العاصمة الفرنسية منذ آذار الماضي منع الناس من قيادة سياراتهم يومين متتاليين، في محاولة لوقف المستويات الخطرة لتلوث الهواء، واتخذ هذا القرار من الحكومة الفرنسية بعدما تجاوز التلوث المستويات الآمنة لخمسة أيام متتالية في باريس ومناطق محيطة بها .

ولم تسلم بريطانية من الدخان الملوث حيث عانت في إبريل الماضي وخاصة عاصمة الضباب لندن بشكل شديد، وأشارت تقارير حكومية آنذاك، إلى أن التلوث المتكون نتيجة عوادم السيارات في لندن وأنه سيتخطى مستويات الدرجات الأوروبية لنحو 15 عاماً مقبلة، محذرة أن جيلاً كاملاً من الأطفال بات في خطر بسبب معدلات التلوث الشديدة، وذكرت التقارير أن مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في لندن ستبقى أعلى من المعدلات حتى عام ،2030 والآلاف ربما يموتون سنوياً بسببه .

وفي الفترة نفسها وكإجراء وقائي قامت العديد من المدارس في بريطانيا بمنع الأطفال من اللعب في الباحة الخارجية للمدرسة، وخلال هذه المشكلة البيئية الخطرة عانى أكثر من 6 .1 مليون بريطاني حالات اختناق التنفس “الربو” .

“الضباب الدخاني الملوث” أو كما يسمى اصطلاحاً “الضبخان” أي النحت من كلمتي “الضباب” و”الدخان”، خليط هوائي بين الكلمتين، تسببه الانبعاثات والعوادم الصادرة من المصانع والسيارات وخاصة الملوثات الهيدروكربونية وأكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون التي تنبعث منها فتتحول بفضل أشعة الشمس إلى ملوثات مؤكسدة مثل “غاز الأوزون” وهو ما يسمى بظاهرة الضباب الضوئي الكيميائي، ويطلق على المصطلح بالإنجليزية Smog، ولهذا الضباب الدخاني لون بني ورائحة كريهة .

وبحسب آخر الإحصاءات الصادرة فإن التلوث الشديد يؤدي إلى قتل ما بين 6 .2 و4 .4 مليون شخص في العالم، وعندما يضرب الهواء الدخاني أنسجة أجهزتنا التنفسية فذلك يتسبب في الموت، ويقول البروفيسور مارتن ويليامز من كينغ كوليج في العاصمة البريطانية لندن “الضباب الدخاني يقضي على الجهاز التنفسي ويتسبب في الربو بشكل مباشر، وهو ما يؤدي إلى اختناق البعض بسبب الذبحات الصدرية التي يسببها ضيق استنشاق الهواء” .

ويضيف: “الحل الأمثل للتخلص من هذه المشكلة هو تقليل انبعاثاتنا من الغازات” .

تحويل الهواء الملوث إلى ألماس

يعمل فريق علمي هولندي على تطوير تكنولوجيا جديدة، لتحويل الضباب الدخاني الموجود في الهواء الجوي إلى ألماس، عن طريق آلة ضخمة، وهي موجودة حالياً على شكل نموذج مصغر، ستعمل كمكنسة كهربائية ضخمة، وسيتم اختبارها في العام المقبل في بكين، التي تعاني ارتفاع نسبة تلوث هوائها، وستوضع هذه الآلة في منتزه المدينة لسحب الضباب الدخاني عبر برج فيه مرشحات أيونية تمنع مرور الدقائق العالقة في الهواء خلالها، في حين سيخرج الهواء النقي من الفتحات الجانبية للبرج، ويقول رئيس الفريق العلمي الهولندي، المصمم دان روزيتغارد: “ستولّد الوشائع النحاسية المخفية تحت الأرض حقلاً كهرومغناطيسياً، لجذب دقائق الضباب الدخاني” ويضيف “إن الإيجابية التكنولوجية لهذه الآلة، تكمن في عدم خطورتها وفي أنها تستخدم في المستشفيات وهي ذات فعالية عالية، وللحصول على 30 ألف متر مكعب من الهواء النقي تحتاج إلى 30 واطاً كهربائياً فقط”، وإضافة فإن اختراعه سيسمح بتنقية الهواء ووصول ضوء الشمس إلى الأرض ستعمل الآلة على تحويل دقائق الدخان الملتقطة إلى أحجار ثمينة بحسب روزيتغارد .



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44