تمّ تسجيل رقم قياسي جديد بكتاب غينس للأرقام القياسيّة لأرفع لوح زجاجي في العالم. هذا اللّوح الّذي يمكن رؤية ذرّات السّيليكون والكربون فيه بكلّ وضوح عن طريق المجاهر الإلكترونيّة لقلّة سمكه، تمّ إكتشافه في مختبر دافيد أ. مولر، أستاذ في الفيزياء التّطبيقية والهندسيّة و مدير معهد كافلين في كورنل للعلوم النّانويّة.
العمل الّذي يصف التّصوير المباشر لهذا البلّور الرّفيع نُشر لأوّل مرّة في يناير 2012 في Nano Letter، و قد صرّح المسؤولون في كتاب غينس أنّ هذا الرّقم القياسي سيُنشر إنطلاقًا من نسخة 2014 من الكتاب. بعرض مجرّد ذرّتين، الزّجاج يُعد إكتشافًا عرضيّا، كما أكّد مولر. إذ أنّ العلماء كانوا يصنعون الغرافين في فرن من الكوارتز على رقائق نحاس (الغرافين هو لوح من الكربون ثنائيّ الأبعاد بتشكيلة كريستاليّة على هيئة مشبك سداسي).
لاحظوا ما يشبه التربة الداكنة فوق الغرافين، و بعد مزيد من التّفحّص، تبيّن لهم أنّه متكوّن من العناصر الّتي تُكوّن الزّجاج الّذي نراه كلّ يوم، ألا وهي الأكسجين والسّيليكون. استنتجوا حينها أنّ تسرّبا هوائيّا قد سبّب تفاعلا بين النّحاس والكوارتز الّذي هو متكوّن أيضا من الكربون والأكسجين. هذا ما أنتج طبقة من الزّجاج على ما كان ليكون غرافين نقيّ.
بالإضافة إلى فرادته، على حدّ تعبير مولر، يجيب هذا الإكتشاف على سؤال عمره 80 سنة حول البنى الأساسيّة للزّجاج. ولقد كافح العلماء لفهمها دون أيّ طريقة لرؤيتها مباشرة: فالزّجاج يتصرّف كجسم صلب مع أنّه يبدو مثل السّوائل. أمّا الآن، فقط أنتج علماء كورنل صورة للذرّات المكونة للزّجاج منفردة، كما اكتشفوا أنّها مشابهة بشكل مفاجئ لرسم بياني رسمه W.H. Zachariasen في عام 1932، وهذا الرّسم البياني هو تمثيل نظري قائم منذ فترة طويلة حول تنظّم الذّرّات في الزّجاج.
“هذا هو العمل الّذي، عندما أنظر إلى مسيرتي، سيكون أكثر عمل أفتخر به”، كما قال مولر. و يضيف: “إنّها المرّة الأولى الّتي يتمكّن فيها أحد ما من رؤية إنتظام الذّرّات في الزّجاج”. والأكثر من ذلك أنّ هذا البلّور ثنائيّ الأبعاد قد يجد يوما ما إستعمالا في التّرانزيستورات، عبر توفير مادّة رفيعة الغاية خالية من العيوب يمكنها أن تحسّن من أداء معالجات المعلومات في الحواسيب والهواتف الذّكيّة.