أمريكية ترسل رماد ابنها إلى الفضاء
أمريكية ترسل رماد ابنها إلى الفضاء

الإثنين | 20/10/2014 - 08:02 صباحاً

حق لسيدة أمريكية متواضعة الحال تدعى "هيلي توومي" وتقيم في مدينة "أبرون" الواقعة في ولاية ألاباما أن تفاخر اليوم بأنها استطاعت من خلال مثابرتها تنفيذ وصية ابنها والحال أن ما قامت يبدو أمرا عسيرا جدا بالنسبة إلى غير الموسرين أو الذين ليسوا نجوما أو ورثة نجوم.

فهذه السيدة سترسل إلى الفضاء يوم الاثنين المقبل رماد رفاة ابنها الذي انتحر عام 2010 وكان يحلم قبل انتحاره بأن يكون طيارا مميزا في القوات الجوية الأمريكية الأمر الذي كان بالإمكان أن يسهل عليه رغبته الجارفة في الالتحاق بوكالة الفضاء الأمريكية للمشاركة في رحلات تسمح له على الأقل بالدوران حول الأرض وربما تتيح له الانطلاق في رحلة فضائية باتجاه كوكب المريخ وهو كهل أو شيخ.

لقد حرصت والدة هذا الشاب حرصا شديدا على تحقيق جزء من أمنية ابنها. وطرقت أبوابا كثيرة أوصدت في وجهها لمحاولة ذر رماد جثمان ابنها في الجو لأن العملية مكلفة جدا. ولكن الأم الثكلى اهتدت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على مساعدتها على تحقيق أمنية ابنها. وهكذا قررت إرسال عينات من رماد الجثمان عبر البريد إلى أشخاص تعرفت إليهم عبر هذه الوسائل في بلدان كثيرة منها الهند وأستراليا. وبلغ عدد هذه العينات 8 مائة عينة وصلت كلها إلى الأشخاص الذين أرسلت إليهم، فأقام كل واحد منهم قداسا للعينة التي تلقاها وأعادها إلى مرسلتها.

ومن خلال هذه الطريقة ذاع صيت السيدة "هيلي تومي" وانهالت عليها العروض لحمل رماد رفاة ابنها إلى الفضاء لنثره في السماء. ولم تجد السيدة أي عناء في العثور على مكان في صاروخ صغير الحجم سيطلق في الفضاء من ولاية "نيومكسيكو" الأمريكية يوم العشرين من شهر أكتوبر-تشرين الأول الجاري.

وكلما سمع المطلعون على وصايا الراغبين في أن يذر رمادهم في السماء أو في البحار بقصة هذه السيدة ، أثنوا على جرأتها وعلى مثابرتها وذكروا من حولهم بأن الذين يرغبون في أن يرمى رمادهم في البحار والمحيطات أو في غابة الأمازون أو غيرها من الأماكن التي ترمز إلى عظمة الطبيعة أو جمالها أو استهدافها إلى مخاطر متعددة كثيرون وأن أعدادهم تزداد يوما بعد آخر.

ولكنهم قليلون أولئك الذين يعرفون أن رغبتهم هذه تنفذ بعد رحيلهم لأسباب متعددة منها كلفة العملية الباهظة. ومن المحظوظين الذين كانوا يعرفون أن وصاياهم بذر رماد أجسادهم في البحار أو المحيطات ستنفذ بعد الموت، تجدر الإشارة إلى الفرنسي بول إميل فيكتور الذي كان عالما متخصصا في مناخ القطبين الشمالي والجنوبي. فقد حصل لأقربائه شرف نثر رماد جثمانه في البحر بعد موته عام 1955. وشاركت البحرية الفرنسية في هذه المراسم الجنائزية الخاصة.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39