معركة رُصدت وقائعها من الجو وتمكن مصور محترف من التقاط تفاصيل دقيقة تظهر بعضاً من طبيعة الصراع في الحياة البرية، وما تشتمل عليه من قسوة وعنف في سبيل البقاء والاستمرار، ضمن قانون بيئي قائم على التوازن بين سائر مكوناتها، على قاعدة المثل الشعبي المعروف "لا يموت الذئب ولا يفني الغنم".

صحيح أن بعض المشاهد قد تكون صادمة، إنما هذه هي قوانين الغابة، وتظل أكثر رحمة من تصرف الانسان، فالأسد يفترس حيوانا بريا للحصول على ما يمكنه من البقاء، فيما الانسان يقتل كل سنة آلاف الافيال وحيوانات وحيد القرن التي باتت مهددة بالانقراض، وذلك للحصول على أنيابها والمتاجرة بها.

صور جوية رائعة

وفي هذا السياق، التقط مصور فوتوغرافي محترف صوراً جوية رائعة، من خلال رصده لمعركة نادرة في أحد أنهار زامبيا في افريقيا، بين ما قدر بنحو مائة تمساح وقطيع من أفراس النهر، وذلك عقب تمكن التماسيح من الحصول على جثة أحد أفراس النهر، أما نهاية المعركة فكانت مفاجئة، حيث آثرت أفراس النهر عدم الاندفاع في المعركة.

وتحت عنوان "قبيلتان في حرب"، ذكرت صحيفة "سبق" الالكترونية نقلا عن صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، "إنها معركة مذهلة، جرت وقائعها على ضفاف أحد الأنهار جنوب (حديقة لوانغوا الوطنية) Luangwa National Park في زامبيا، حين كان قطيع من مائة تمساح يستعد لالتهام أحد أفراس النهر، وفجأة وصل قطيع من أفراس النهر، وبدا الأمر وكأن قبيلتي التماسيح والأفراس على وشك الدخول في معركة شرسة مجنونة، غير معروفة نتائجها.

أفراس النهر أدركت صعوبة موقفها

ونقلت "الدايلي مايل" عن مصور الحياة الطبيعية والبرية المحترف والناشط البيئي "مارك مول" Marc Mol، والذي التقط الصور الجوية للمعركة، قوله: "كنت في طائرة هليكوبتر تطير على علو منخفض فوق المنطقة في الصباح الباكر، مع صديقي الطيار جون كوبينغر John Coppinger، حينما شاهدنا حوالي مائة تمساح مصطفة، وبينها جثة فرس النهر في الطين، والذي يبدو أنه مات جراء إصابته بمرض (الجمرة الخبيثة)، الذي يقتل قطعان الحيوانات، وفي مواجهة التماسيح، قطيع من أفراس النهر".

ويضيف مول: "في الوقت الذي بدا فيه الطرفان على وشك الصدام، آثرت أفراس النهر السلامة، خاصة حينما أدركت صعوبة موقفها، وانتهى الأمر بوضع أفراس النهر ذيولها بين قدميها والدوران للخلف والرحيل".