من فلسطين... سبع ساعات قبل 3652 عاما
من فلسطين... سبع ساعات قبل 3652 عاما
نابلس/ الطائفة السامرية تحتفل بعيد الفسح على قمة جبل جرزيم.(عدسة:ايمن نوباني/وفا)

الخميس | 17/04/2014 - 08:56 صباحاً

تقرير الصحفي جميل ضبابات:

 

عندما يصل لهيب النار إلى أكثر من ثلاثة أمتار فوق أعلى قمم شمال الضفة الغربية، وتدلى خراف تم نحرها قبل قليل، في حفر مشتعلة، يبدو ذلك خطوة حزينة من خطى النبي موسى.

من أعلى نقطة في نابلس، قمة جبل الطور المقدس، يمكن للمئات من مؤمني العالم والسياح، أن يلقوا نظرة قريبة جدا على التاريخ السحيق الذي يعاد تمثيله من قبل أبناء الشعب السامري.

وحتى ساعة متاخرة من الليلة الماضية احتفل المئات من السامريين الذي يسكنون على قمة جبل جرزيم وفي حولون جنوب تل أبيب بعيد الفسح.

والفسح واحد من اعياد السامريين الدينية السبعة.

واقفا الى جانب حفرة مشتعلة بالنار التي يصل لهيبها فوق رؤوس الحضور، قال الكاهن خضر وهو احد كهنة الجيل الشاب، 'ننتظر هذا اليوم من سنة الى سنة'.

ويعيد السامريون وهم جزء من مجتمع ديني فسيفسائي في نابلس، سنويا وفق تقويم خاص بهم، إحياء خروجهم في عتمة الليل من مصر بسبب بطش فرعون، على ما تذكر الروايات الدينية التي تؤرخ للزمن السامري.

ويظهر السامريون على تلك الهيئة التي جسدت الأيام الأولى بعد خروجهم من مصر في رحلة تيه ذكرت في الكتب السماوية.

وقاد النبي موسى بني اسرائيل في رحلة الخروج كما تشير الروايات الدينية. وايا كانت الهيئة التي خرجوا فيها قبل الاف السنين، الا ان الاحتفال السنوي يجذب مئات المشاهدين من كل دول العالم.

ويظهر المذبح المقدس فوق جرزيم مكتظا بالمتحلقين حول المذبح المقدس الذي تقدم فيه القرابين. وامكن مشاهدة السامريين يقودون نحو 50 خروفا قدمت قرابين في المذبح.

وفي مجتمع ديني متشدد بتعاليم تناول الطعام، يتخذ ايضا من خطوات النبي موسى هديا يوميا في اسلوب الحياة. لذلك تظهر فتيات يظهرن زينتهن حتى تحين ساعة الصفر. فعند غروب الشمس وهي لحظة الذبح يمكن مشاهدة الجميع وقد ارتدى لباسا فضفاضا.

عندما خرج الجد الاعلى لخضر قبل 3652عاما هاربا مع ابناء شعبه من مصر الفرعونية، كان حافيا خاليا من كل شيء الا دموع المظلوم، كما قال.

لكن الحفيد ، اثر ان يرتدي 'قمبازا' احمرا احياء لذكرى عمه المتوفى الذي كان يفضل اللون الاحمر، حاملا صولجانا 'للاحتفال باستقلال الشعب الاسرائيلي'، على حد تعبيره.

ويرتدي الكهنة ثلاثة ألوان، الابيض والاخضر والاحمر. ويظهر الابيض اللون الاكثر جذبا لابناء الطائفة. وبعد ذبح القرابين تظهر الجلابيب الملونة ملطخة بدماء الخراف التي ذبحت ووضعت في الحفر المشتعلة.

وقال خضر فيما كان يذرع ساحة المذبح' هكذا أمرت التوراة. انه يوم عظيم من ايام التوراة'.

ويحتفل السامريون بأعياد التوراة فقط وهي موسمية، وعددها سبعة هي: عيد الفسح، وعيد الفطير (العجين غير المختمر)، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش 'المظال'، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.

وفي هذه الأعياد يحج السامريون إلى جبلهم المقدس 'جبل جرزيم' الذي يحمل ثلاثة عشر اسما ثلاث مرات سنويا، أثناء عيد الفسح وعيد الحصاد وعيد العرش.

وليس للسامريين الذين يصفون أنفسهم بأنهم بقايا شعب قديم، ينحدر من مملكة اسرائيل الشمالية، أعياد وطنية أو قومية.

لكن الفسح يبدو اكثر روحانية من غيره من الاعياد.

وعلى الجبل الذي تسكنه اصغر طائفة دينية تؤمن بالاسفار الخمسة الاولى من التوراة، يظهر بضع مئات من اتباع التوراة القديمة تقديسا يجعل القمة الباردة تلامس السماء.

لذلك يمكن لكبار الكهنة ان يقولوا: نحن في اقرب نقطة بين السماء والارض.

من على بعد تترجم النيران المشتعلة وحولها الكهنة يتلون سورا من اقدم توراة باللغة العبرية القديمة التي يستخدمها مئات فقط صفحات من تاريخ ديني تعلمه فرض على كل فرد من ابناء الطائفة.

والايمان بقدسية جرزيم واحد من اركان الدين السامري.

والاحتفالات  تتركز على قواعد دينية متشددة.

وجرزيم هو الجبل الجنوبي لمدينة نابلس 'شكيم'. يعرف بجبل الطور، تيمنا بجبل طور سيناء، كما يقول الكاهن السامري حسني.

ويعرف بجبل البركة في فقه الدين السامري، اما عيبال المقابل، يعرف بجبل اللعنة.

ويقول السامريون انهم يملكون حسابا فلكيا يعرف بحساب الحق (خشبان قشطة)، وهو حساب فلكي قمري منقول منذ ادم وحتى اليوم، عبر تسلسل تاريخي لـ161 سلالة.

وتحتسب الاعياد وتسلسل السلالات بناء على هذا التقويم.

وقال الكاهن حسني  'علماء الفلك السامريون يعلمون ويعرفون أن الحساب الفلكي هذا، يجب ان تتخذ قاعدته وانطلاقته من خط عرض جبل جرزيم، لأن هذا الجبل يقع في مركز الارض المقدسة. ونواة جنة عدن، وإلا لن ينجحوا في ضبط هذا الحساب إلا من موقعه هذا.

ويقف  السامريون حول الكاهن الاكبر، الذي اعلن لحظة الذبح  وردد سورا من التوراة تجسد لحظات الخروج من مصر، خلال سبع ساعات، في احتفال سنوي قرب المكان الذي يعتقدون ان النبي ابراهيم قدم فيه ابنه 'اسحق' قربانا للخالق.

 

المصدر: وفا



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45