مشهد الحاج خان أثار انتباه الحجاج الذين وقفوا متأملين، بين متعجب ومستغرب، لكن النظرات لم تمنعه من الحديث لـ «عكاظ» بواسطة مترجم نقل مشاعره، فقد ظل يدخر المال قرابة 20 عاما، «منذ أن وعيت على الدنيا وأنا على هذه الحالة أحمل نصف أخي، أشعر بوجوده ولم يفارقني منذ 60 عاما حتى أنه ترعرع وسقيته من دمي».
يقول «صحيح إن المارة لا يكادون يصرفون بصرهم عني والأمر لا يزعجني، لكن ما عانيت منه طوال عمري هو الحصول على ملابس تحتويني وشقيقي نصفي الآخر فاضطررت إلى حياكة ملابسي بنفسي داخل منزلي الذي يقاسمني السكن فيه أبنائي الأربعة الذين لم يصابوا بما أصبت من مرض وراثي».
ويضيف خان أنه عاش حياته بصورة طبيعية مثل بقية الناس وترعرع وسط بلدة صغيرة مع والديه وتلقى رعاية خاصة بسبب تأخره عن التعليم وضعف حالتهم المادية، ويبدو أن شقيقي الآخر ظل يعاني مثلي بعدما خرج إلى الدنيا بيدين ورجلين وجزء من البطن.
على الرغم من النظرات الفضولية فإن الحاج خان لم ينكسر ولم يستسلم فتعلم القراءة والكتابة وأنشأ أسرة قوامها زوجة مخلصة وأربعة أبناء أحمد، سليم، عبدالشكور وسكينة، وتشييد منزل دافئ يوفر له الطمأنينة قبل أن يصل إلى مكة المكرمة حاجا بعد سنوات من الترقب والانتظار.